الاثنين، 19 أكتوبر 2015

المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين (التاريخ: السنة الثالثة متوسط)

المادة: تاريخ
الوحدة التعلمية: العالم الاسلامي وتاثيراته الحضارية بين القرنين 13 و15
الوضعية التعلمية: المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين


1) أوضاع الدولة الموحدية خلال القرن 13م:
تعتبر الدولة الموحدية أعظم دول المغرب الإسلامي، بفضل توحيدها لبلاد المغرب والأندلس، وكذا تعميرها لأكثر من 153 سنة (515-668 هـ) لكن سرعان ما دَبَّ الضعف في كيانها، خاصة بعد انهزامها بمعركة العقاب بالأندلس سنة 609هـ/1212م، والتي أدت إلى ظهور أربع دويلات تقاسمت أملاكهم:
  o       الدولة الحفصية: (1228-1573) أسسها أبو زكرياء بن أبي حفص، عاصمتهم تونس.
  o       الدولة الزيانية: (1236-1554) أسسها يغمراسن بن زيان. عاصمتهم تلمسان.
  o       الدولة المرينية: (1269-1550): أسسها أبو يحي بن عبد الحق. عاصمتهم مراكش
  o       مملكة بني الأحمر (بنو نصر) (1238-  1492): وهم آخر أسرة مسلمة حكمت في الأندلس، مؤسسها محمد بن نصر بن  الأحمر، عاصمتهم غرناطة. شهدت الحضارة العربية في عهدهم إشراقا كبيرا، انجبت العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع والشاعر الأديب لسان الدين بن الخطيب والعالم المتصوف محي الدين بن عربي، ومن أعظم منجزاتهم قصر الحمراء الذي يعد اشهر صرح معماري إسلامي.
2) النظام السياسي للدولة الزيانية:
تداول على حكم هذه الدولة 30 ملكا اشتهروا بالحكمة والدهاء، من أعظمهم مؤسس الدولة يغمراسن بن زيان وأبو حمو موسى الثاني، ونظرا لوقوعها بالمغرب الأوسط جعلها في صراع مزمن مع الحفصيين والمرينيين، إلى أن سقطت على يد الإخوة بربروس (الدولة العثمانية) سنة 1554.
3) الحياة الاقتصادية والاجتماعية:
عرفت الجزائر في العهد الزياني نهضة اقتصادية بفضل مهاجري الأندلس الذين أدخلوا أساليب فلاحية جديدة، بالإضافة إلى حرص وتشجيع الزيانيين على تطوير الحرف المختلفة ( الحياكة والنجارة ..الخ) واشتغالهم على صناعة السفن الحربية والتجارية، وإقامة مشاريع الري (الطواحين المائية) فضلا عن انشاء المدن وشق الطرق وتشييد القصور والمساجد والمدارس.
4) الحركة الفكرية والفنية:
أنجبت تلمسان خلال العهد الزياني عدة علماء في شتى التخصصات، كما استقطبت مجموعة أخرى منهم، مما جعلها عاصمة علمية عن جدارة، ومن أشهر علمائها: المفسر عبد الرحمن الثعالبي، والمؤرخ يحي بن خلدون، والفقيه الونشريسي والشاعر ابن خميس...إلخ.
ارتقت الموسيقى على عهدهم بفضل امتزاج المشحات الجزائرية بالأندلسية. وكان عهد الملك الشاعر أبو حمو موسى الثاني أزهى عهود الازدهار العلمي والفني.
5) حروب الاسترداد:
أعلنت ممالك اسبانيا المسيحية حربا صليبية على مسلمي الأندلس (الموريسكيين) عرفت بحروب الاسترداد، هدفها تصفية الوجود الإسلامي بالأندلس، وذلك منذ  سنة 1057م، بقيادة فرنادو الأول ملك ليون وقشتالة. وتمكنوا من اسقاط المدن الاسلامية بالأندلس الواحدة تلو الأخرى ولم تبق سوى دولة بني الأحمر في أقصى الجنوب الشرقي.
6) سقوط مملكة غرناطة ونتائجه:
تعاقب على حكمها 21 ملكا، حافظوا على وجودها أزيد من 250 سنة، إلا أن الشقاق الداخلي بين الأمراء  وتواصل الضغط الصليبي عليها، خاصة بعد اتحاد مملكتي أراغونة ومملكة ليون وقشتالة (زواج فرديناند الثاني بالملكة إيزابيلا) أدى إلى استسلامها في 02 جانفي 1492 بموجب معاهدة تنص على التزام الاسبان بضمان حرية المسلمين الدينية واحترام مقدساتهم.
غير أن الإسبان نقضوا المعاهدة، وعرضوا المسلمون لشتى أنواع الظلم والتنكيل ومصادرة أملاكهم، وأكرهوهم على اعتناق المسيحية واقيمت لهم محاكم التفتيش لمراقبة مدى التزامهم بالمسيحية.
ثم اصدر فيليب الثالث سنة 1609 قرار بطرد بقايا المورسكيين المسلمين وقرار آخر سنة 1613 يلزم كل مسلم لم يتنصر بمغادرة اسبانيا.
وبعد سقوط غرناطة توافد على المدن الساحلية المغربية الآلاف من مهاجري الأندلس، الذين طارتهم الأساطيل الأوروبية خشية تشكيلهم قوة ومعاودة غزو الأندلس. وهكذا تمكن الاسبان والبرتغاليين من احتلال عدة موانئ ومدن ساحلية بالجزائر وتونس والمغرب الأقصى.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق